Ar Last Edition
Ar Last Edition

Download Our App

تخطى رئيس نادي ريال مدريد الإسباني فلورونتينو بيريز جميع المحرمات بالنسبة للإتحادين الدولي الـ'فيفا'" والأوروبي الـ'"يويفا'" لكرة القدم. رجل العقارات الأقوى في العاصمة الإسبانية قالها صراحة، أريد نصيبي من الأرباح، والحصة التي تأخذها الأندية الكبيرة في أوروبا لا تكفي."

علي خير الدين

حرب مفتوحة بين الأندية والإتحادات... 'سوبر ليغ'" تفضح الجميع"

"

حرب مفتوحة بين الأندية والإتحادات... "سوبر ليغ" تفضح الجميع

تخطى رئيس نادي ريال مدريد الإسباني فلورونتينو بيريز جميع المحرمات بالنسبة للإتحادين الدولي الـ"فيفا" والأوروبي الـ"يويفا" لكرة القدم. رجل العقارات الأقوى في العاصمة الإسبانية قالها صراحة، أريد نصيبي من الأرباح، والحصة التي تأخذها الأندية الكبيرة في أوروبا لا تكفي.

بيريز يدرك جيداً ماذا يفعل. هو رئيس أكبر ناد في أوروبا، ويعرف كيف يربح الإتحادين الأوروبي والدولي، وكم يربحان من الأموال. وهو يعرف ايضاً أن الأموال التي توزع على الأندية ليست سوى الجزء القليل القليل، سواء كجوائز الفوز بالبطولات أو غيرها، فيما النسبة الأكبر، أو المليارات، تذهب الى صناديق الإتحادات، سواء من أموال الرعاية والإعلانات، كما النقل التلفزيوني.

ظهرت فكرة "سوبر ليغ" في تسعينيات القرن الماضي، وبيريز نفسه عاد وطرحها في العام 2009. الفكرة من هذه البطولة واضحة، وهي تحقيق الأندية لأرباح أكبر، عبر بطولة تنظمها وتشرف عليها رابطة هذه الأندية من الألف الى الياء. جمع بيريز 12 نادياً، هم الأهم في أوروبا، "ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد ومانشستر يونايتد وآرسنال وتشلسي وتوتنهام ومانشستر سيتي وليفربول وإنتر ميلانو وميلان ويوفنتوس، على أن تتم دعوة ثلاثة أندية أخرى للانضمام قبل الموسم الافتتاحي، ثم تتم دعوة خمسة أندية أخرى، ليصبح العدد 20 نادياً. وينص المشروع على ان تلتقي هذه الأندية في مبارات منتصف الأسبوع بين شهري آب وأيار.

الخطوة التي أعلن عنها فلورونتينو بيريز قبل أيام، هزت أوروبا، ومن خلفها العالم. أراد بيريز قلب الطاولة، وهو جمع الأندية الأبرز على مستوى العالم. نجح الرجل الإسباني القوي في البداية، إلّا أن تدخل السياسة، واستخدام الإتحادين الأوروبي والدولي أسلوب التهديد، والتلويح بمنع اللاعبين من المشاركة مع منتخباتهم، كما تجييش الإعلام ضدهم، وتجميع المشجعين في الساحات اعتراضا، عبر مجموعات الضغط، جعل الأندية الانكليزية تتراجع. الفيفا واليويفا رفعا شعاراً هما ابعد ما يكون عنه، وهو أن بيريز وشركاه يحاولون قتل كرة القدم، وتحويلها الى لعبة أغنياء بعد أن كانت لعبة للفقراء. وكأن الإتحادان تناسيا المليارات التي تصرف على اللعبة، واحتكار المشاهدات حول العالم، والحقوق الحصرية للشخصيات والدول التي تملك الاموال حول العالم، كما الصفقات المشبوهة، سواء من اختيار أماكن البطولات الكبيرة، وليس انتهاء بالشركات الناقلة للمباريات عبر الشاشة الصغيرة، أو عبر شبكة الإنترنت (يوتيوب وفايسبوك)... الفيفا واليويفا، ومن خلفهما الإتحادات المحلية للدول الاوروبية تتعاطى وكأنها جمعيات خيرية، وأن الأندية الأندية الـ12 هي التي تبحث عن المال، والحقيقة غير ذلك تماماً.

بيريز لم يخسر في الرياضة، هو خسر في السياسية. الإتحادين الدولي والأوروبي ضغطا على الأندية عبر الحكومات. فتدخل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتنسحب الاندية الإنكليزية، وهكذا حصل. بعدها انسحب ناديا ميلان وانتر ميلانو الايطاليين، ولكن الشريك الأهم لبيريز وهو نادي يوفنتوس الإيطالي عبر رئيسه أنييلي، بقي مصمماً على السير بالبطولة. بطولة السوبر ليغ عُلّقت، ولكنها لم تُلغى، وهذا ما أعلنه فلورونتينو بيرز نفسه قبل ايام. وضمن خطة استمرار الضغط، أعلن الإتحاد الايطالي لكرة القدم انه لن يسمح لأي ناد يشارك في بطولة لا يوافق عليها الإتحاد الأوروبي، أن يشارك في البطولة المحلية الإيطالية.

 

توقيت مناسب!

الهدف الأساسي من إطلاق البطولة في هذا التوقيت كان الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الأندية الأوروبية جراء فيروس كورونا. الجوائز المحلية لم تعد تكفي وكذلك جوائز دوري أبطال أوروبا، والأندية الكبرى باتت ترزح تحت خسائر كبيرة. وقال بيريز "كلنا سعداء أن فرقاً من دول مختلفة يقابلون بعضهم البعض ضمن دوري أبطال أوروبا، لكن في العام الماضي خسر الإثنا عشر فريقاً المؤسسين 600 مليون يورو. لم نرد الاستعراض لكن أتت لنا فكرة إجراء مواجهات بين أقوى فرق أوروبا، بحيث لا تخسر الفرق الكبيرة الأموال. هذه الأندية تملك مليار مشجع من أصل 4 مليار متابع لكرة القدم".

هذه بالتحديد فكرة بيريز، وهي أن تلعب الأندية الكبرى بطولتها لوحدها في منتصف الأسبوع، على أن تكون جميع الأرباح المتأتية من الإعلانات وشركات الرعاية والنقل التلفزيوني من نصيب هذه الأندية. وكان من المقرر أن يكون نصيب كل ناد يشارك في هذه البطولة 350 مليون يورو، بدلاً من الحصول على 50 مليون جراء الفوز في دوري الأبطال. حتى أن مصرف "جي جي مورغان" الأمريكي قرر دفع 4 مليارات دولار على شكل قرض، من أجل تمويل هذه البطولة.

إنسحاب الأندية من "سوبر ليغ" لم ينه المشروع. بيريز أكد أن مشروع المسابقة لم يفشل، بل هو "مجمّد" فقط. وفي حديث إعلامي قال إن "المشروع مجمّد. منظمة الدوري السوبر لا تزال موجودة"، مؤكداً أن "يوفنتوس وميلان لم يغادرا. نحن جميعاً معاً، نفكر ونعمل". وعلق بيريز على ردة الفعل الكبيرة ضده قائلا، "لم أشاهد عدائية مماثلة قط من قبل رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ورؤساء البطولات الأوروبية مثل إسبانيا. بدا الأمر كأنه شيء منظم. بدا الأمر كأننا أردنا قتل كرة القدم، وكأننا أسقطنا للتو قنبلة ذرية، بينما كنا نحاول ببساطة إنقاذ كرة القدم".

 

لا عودة الى الوراء

الإتحادين الدولي والأوروبي مع الإتحادات المحلية سيواصلان الضغط على الأندية، فيما بيريز ومعه بعض شركائه وأولهم رئيس نادي يوفنتوس أندريا أنييلي، سيواصلون العمل من أجل إطلاق المسابقة. الإتحاد الاوروبي سيعمل اليوم على وضع تعديلات على دوري ابطال أوروبا، الا ان الجميع يعرف ان هذه التعديلات ستكون نسخة منقحة عن تعديلات العام 1998، حين قررت بعض أندية البدء ببطولة السوبر وتدخل "يوفيا" لمنعها. في مرور الوقت ستزيد المشاكل الإقتصادية للأندية الأوروبية نتيجة رواتب اللاعبين الهائلة، ومعها مصاريف الأندية على توسيع الملاعب وتأهيلها، كما على التدريبات والأكاديميات وغيرها. الوقت ليس في صالح الإتحادات الكبيرة التي تراكم الأرباح ولا تريد خسارة أي شيء. المستقبل يدل على أن المعركة مستمرة، وأن الأندية لن تقبل بالخسارة، ولا حتى بالربح البسيط. المعركة مفتوحة بين الفيفا والأندية، ولا أحد يقاتل من أجل الفقراء، أو من أجل أن تبقى كرة القدم للفقراء. القتال من أجل المال فقط...

"

رياضي لبناني